متجولة ناسا الجديد لن تقوم بالكشف عن وجود حياة حالية على سطح المريخ!!

ربما أصيب البعض بالإحباط لأن متجولة المريخ الجديدة التابعة لناسا لن تكون قادرة على إجراء تجربة للكشف عن الحياة بل وإن البحث عن ميكروبات موجودة حالياً في الكوكب الأحمر شيء سابق لأوانه تماماً في هذه المرحلة.

حيث أعلن مسئولو ناسا يوم الثلاثاء الموافق لـ 9 يوليو(تموز) أن متجولة المريخ الجديدة الذي قُرر انطلاقها عام 2020 ستبحث عن دلائل لحياة ماضية على الكوكب وتجمع عينات للعودة نهائيا إلى كوكب الارض.

و قد قام العلماء الذين وضعوا أهداف هذه المهمة، بأخذ معدات الكشف عن الحياة التي حملها توأم ناسا فايكنغ في السبعينات بعين الاعتبار، ولكن في النهاية قرر المخططون عكس ذلك.

“حتى الآن، فإن الأدلة التي حصلنا عليها من ملاحظتنا للمريخ والعينات المريخية تشير أننا لا نملك أي دليل واضح لوجود الحياة بوفرة علي الكوكب لتجعلنا نذهب هناك بتجربة بسيطة كالتي قام بها الفايكنج ونكشف عن الحياة” على حد قول جاك موسترد، البروفيسور في جامعة براون و رئيس المهمة المريخية التي من المفترض أن تنطلق عام 2020.

وأضاف موسترد :”نعتقد أن الذهاب والبحث عن كائنات حية دقيقة أو غير دقيقة تعيش في بيئة سامة قاسية هو استثمار سخيف للتكنولوجيا في هذا الوقت”.

و يبدو في الوقت الحالي أن البحث عن إشارات لوجود حياة قديمة على سطح المريخ أمراً أكثر منطقية، حيث كانت الحياة القديمة على كوكب المريخ أكثر دفئاً ورطوبة.

بالطبع قادت المتجولة المريخية كوريوسيتي التابعة لناسا، العلماء لإعلان أن الكوكب الأحمر قد يكون دعم الحياة المجهرية العضوية من مليارات السنين.

“المسألة لا تتعلق فقط بالأجهزة والقواعد العلمية ولكن المسألة تتعلق أيضاً بتعظيم احتمالة عودة الحياة” كما قالت الدكتورة ليندي الكنز-تانتون، العضوة في فريق تعريف العلوم SDT: Science Definition Team و مديرة معهد جامعة كارنيغي لعلوم المغنطة الأرضية.

“إذا كنا فقط نبحث عن أي ميكروبات توجد علي سطح هذا المكان في الوقت الحالي فإن ذلك يشبه الحصول على لمحة بالغة الصغر من تاريخ المريخ وإمكانية وجود حياة على سطحه، ولكن إذا نظرنا في سجل الصخور فيمكننا أن نعظم فرصتنا في الحصول على نتائج علمية أفضل” تتابع الدكتورة الكنز-تانتون توضيحها.

أعلنت ناسا عن مهمة المتجولة المريخية الجديدة بأنها ستكون بحلول عام 2020 ، و ذلك في ديسمبر الماضي وشكلت الوكالة فريق تعريف العلوم SDT منذ ما يقرب من شهر.

ستكون المتجولة الجديدة شبيهة شبهاً كبيراً بالسيارة في حجمها، كما ستشبه المتجولة كوريوسيتي في عجلاتها الست وتضم نفس الهيكل ونفس نظام الهبوط – الرافعة الهيدروليكية- الذي أوصل كوريوسيتي إلى سطح المريخ في أوغسطس (آب) الماضي.

كوريوسيتي مدعومة بمولد للحرارة بعمل بالنظائر المشعة، وهو يقوم بتحويل الحرارة الناتجة عن التحلل الاشعاعي للبلاتينيوم 238 الي كهرباء و بالنسبة لمتجولة عام 2020، فقد تستخدم نفس نظام الطاقة ولكن يمكنها أيضاً أن تعتمد على الخلايا الشمسية كما قال مسئولو ناسا.

ليس من الواضح أيضاً مكان هبوط المتجولة الجديدة لعام 2020 أو ماهي المعدات التي ستحملها، و تخطط ناسا أن توفر احتياجاتها من المعدات اللازمة في خلال عدة أشهر من الآن.
وستختار الوكالة موقعا للهبوط بللمتجولة الجديدة أكثر عمقاً من موقع هبوط كوريوسيتي، و ذلك بعد أخذ المعلومات الواسعة التي تم تأمينها بمساهمة المجتمع العلمي.

يرى معظم العلماء أن عينات المريخ أفضل وسيلة للبحث عن إشارات للحياة على المريخ، و لذلك أوصى فريق SDT بأن تقوم متجولة عام 2020 بجمع وتخزين المواد الخام لاسيما الواعدة منها، ولكن ليس هناك جدول زمني في الوقت الحالي لإحضار هذه العينات لدراستها على الأرض.

“عند هذه النقطة لم نصل للتخطيط المستقبلي للـ 10 أو 20 سنة القادمين لنعرض كيف سنحصل على المخزون ونعود به إلى الأرض بالرغم من قيامنا بعدد من الدراسات تجاه هذا الموضوع، و لم تتولى أي مهمة على سطح المريخ تجربة الكشف عن الحياة على الكوكب منذ أن توقف الفايكنج عن عملياتهم منذ أكثر من 30 عاماً.” على حد تعبير جون غرانسفيلد، أحد العلماء الباحثين في وكالة ناسا.

أعادت التجارب البيولوجية للفايكنج الفضول للعلماء حول إمكانية وجود الحياة على المريخ، إلا أن النتائج الغامضة المتعلقة بها، جعلت العلماء يفسروها ويناقشوها حتي يومنا هذا!

ترجمة: هبة مصطفى
مراجعة: ماريو رحال

المصدر:
http://www.space.com/21904-nasa-rover-2020-mars-life.html

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *