علماء: سياسة حماية الكواكب من التلوث البيولوجي تعيق البحث عن آثار للحياة على المريخ

تم وضع مجموعة من المتطلبات و المعايير (Protocols) من أجل حماية كوكب المريخ من التلوثات الحيوية الآتية من كوكب الأرض، و هذه المتطلبات تعيق عمليات استكشاف الكوكب الأحمر، و يجب أن يتم تخفيفها، بحسب رأي العديد من العلماء.

هذه المتطلبات – و التي تهدف لحماية الكواكب – فرضت أعباء مالية ثقيلة على بعثات المريخ، يفسر ذلك بشكل جزئي لماذا لم تبحث اي من الروبوتات عن حياة على سطح “الكوكب الأحمر” منذ التوأم فايكنغ أندرز قبل ثلاثة عقود، حيث أوقفت ناسا عملياتها البحثية.

الباحثان ألبرتو فيرين من جامعة كورنيل و الباحث ديرك-ماكوش شولز من جامعة ولاية واشنطن، قاما بكتابة مقال نشر على الإنترنت اليوم (27 حزيران/يونيو) في مجلة Natural Geoscience.

إضافةً لذلك، بعض هذه القيود لا داعي لها، لأنه بلا شك نٌقٍلت الحياة على الأرض إلى “الكوكب الأحمر” المجاور بالفعل داخل قطع من الصخور التي انطلقت من كوكبنا عن طريق ضربات الكويكبات، كما يقول الباحثين.

“إذا كانت الكانئات المجهرية لكوكب الارض قادرة على الازدهار على كوكب المريخ، فهو أمر سيحصل بلا أدنى شك بدون تدخلنا; و إذا لم تكن قادرة على الازدهار، فهو أمر يجب ألا يكون مقلقاً، لأنه ببساطة لن يكون هنالك أي بقاء لهذه الكائنات و أشكال الحياة”، على حد تعبير فيرين و ماكوش شولز في مقالهما، و يضيفان: “لا يمكننا أن نفهم كيف أن برنامجنا الحالي لاستكشاف المريخ قد يشكل أي تهديد حقيقي لمحميات المحيط الحيوي للمريخ”.

تعقيم المركبات الفضائية Sterilization of Spacecraft

تلتزم ناسا و غيرها من وكالات الفضاء، بشروط الحماية الكوكبية، عندما تقوم هذه الوكالات و الهيئات بإرسال بعثات كوكبية للكواكب المحيطة، مثل المريخ و القمر، المذنبات و النيازك.

على سبيل المثال، تم تعقيم المتجولة المريخية كوريوسيتي Curiosity التابعة لناسا قبل الإطلاق، لضمان ألا يزيد مجموع الجراثيم عن 300,000 على أي سطح قد يسمح بنقلها إلى بيئة المريخ. (التخلص من كل ميكروبات الأرض سيكون من المستحيل إلى حد كبير، يقول الباحثون.)

و مثل هكذا مركبة فضائية صارمة التنظيف تشكل مضيعة للوقت بالإضافة لمتطلبات التنظيف و التعقيم المرتفعة، خاصة بالنسبة للبعثات التي تهدف للبحث عن علامات للحياة على سطح المريخ. فعلى سبيل المثال، إجراءات التعقيم تمثل أكثر من 10 في المائة الميزانية الإجمالية لبعثة فايكنغ و البالغة 1 مليار دولار، على حد تعبير الباحث شولز-ماكوش.

و فيما يخص بعثات اليوم، فإن الكلف ستكون مرتفعة أكثر، خصوصاً بالنسبة لتلك البعثات التي تختص بالذهاب لمناطق محددة من المريخ من أجل تحديد إمكانية الحياة عليها و وجود أشكال من الحياة العضوية على سطح المريخ.

” بيت القصيد، أنه من أجل الحصول على عملية تنظيف و تعقيم شامل لنظام يهدف لدراسة الحياة ضمن الكائنات، في منطقة خاصة و محددة من المريخ، فإن ذلك سيكلف اليوم حوالي 500 مليون دولار أمريكي” على حد تعبير شولز-ماكوش في بريد الكتروني أرسله لموقع space.com.

” و بهذه الكميات المالية، يمكن أن يتم تمويل مهمة بحثية صغيرة كاملة لسطح المريخ، و بذلك، فإننا باتباع قواعد أقل صرامة للحماية الكوكبية، نستطيع إضافة مهمات و رحلات منخفضة الكلفة بشكل أكبر لبرنامج دراسة الفضاء”.

تنقيح المعايير Revising The Protocols

فيرين و شولز يجادلان لإعادة النظر بصورة عامة في بروتوكولات و معايير التعقيم لربط المركبة الفضائية بالمريخ . (مقالهما المنشور في Natural Geoscience لا يتناول المبادئ التوجيهية لحماية الكواكب للأجرام الأخرى الموجودة في النظام الشمسي).

و يرى الباحثان أنه يجب التخلي عن عمليات التعقيم من أجل الرحلات التي تستهدف دراسة الطبيعة الجيولوجية في مدار و سطح المريخ. بينما المتجولات الباحثة عن الحياة و أشكالها يجب أن يتم تنظيفها و تعقيمها،و لكن فقط لجعل عملية تحديد الميكروبات و علاقتها بسطح المريخ عملية أسهل(خلافا للمسافر من الأرض). وينبغي تقييم البروتوكولات لمثل هذه البعثات على أساس حالة بحالة.

لا يتوقع فيرين و شولز-ماكوش أن رأيهما سيدفع لتغييرات جذرية و سريعة في بروتوكولات و معايير التعقيم المعتمدة، و لكنهما يأملان أن يكون رأيهما محفزاً لنقاشات حول بعثات استكشاف المريخ و متطلبات حماية الكواكب.

ترجمة: تامر حاج علي
مراجعة: ماريو رحال

المصدر:
http://www.space.com/21745-mars-life-search-planetary-protection.html

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *