ما بعد جسيم هيغز
في الأسبوع الماضي، فاجأ علماء CERN علماء الفيزياء حول العالم، بالإعلان عن اكتشافهم لجسيم هيغز، و تأكدهم من أن الجسيم المكتشف في 7 تموز من العام الماضي، هو جسيم هيغز-بوزون.
الآن، و بعد اكتشاف جسيم هيغز، هناك العديد من الأمور، التي نستطيع أن نفكر بها، هناك العديد من الألغاز الفيزيائية الطويلة، التي من الممكن أن نتوقع أن يتم حلها، أو بداية لإيجاد حلول للعديد من المشكلات الفيزيائية الشهيرة.
فهل سنتوقع أنه سيتم حل لغز المادة و المادة المضادة؟ فحصولنا على جسيم هيغز، قد يفسر لنا كيفية تشكل الجسيمات، و تمايزها لجسيمات و جسيمات مضادة، و لماذا لا تفني المادة نفسها بكل دقيقة.
هل سنتمكن من الرجوع بالزمن، لما قبل الانفجار العظيم؟ ماذا كان يوجد أصلاً قبل الانفجار العظيم؟
هل سيقدم لنا جسيم هيغز معلومات جديدة قد تفيد في حل قضايا الثقوب السوداء؟ أو هل سنستطيع مثلاً استخدام جسيم هيغز في تطبيقات مفيدة للبشرية؟ عل غرار الاستغلال الأخير لحزم البروتونات في أحدث طرق المعالجة الإشعاعية؟
ماذا يمكن أن يقدم لنا جسيم هيغز، في السبيل الوصول لنظرية موحدة كبرى، و ماذا سيحل بنظرية النموذج المعياري، و التناظر الفائق، و الأوتار الفائقة…هل ستمحى جميعاً، و نحصل على نظرية جديدة كلياً، أو ستنتصر واحدة على حساب البقية، أو ستدمج جمعيها في نظرية واحدة؟
هل سيتمكن الفيزيائيون من حل مسألة اكتساب الجسيمات للكتلة بشكل نهائي..؟ أم أن الموضوع لا يزال يحتاج لوقت؟
السؤال الأهم: هل سنشهد توحيد الجاذبية مع الكهرطيسية و القوى النووية؟ فبعد نجاح عبد السلام و واينبرغ و غلاشو بتوحيد الكهرطيسية مع القوة النووية الضعيفة بنظرية القوى الكهرضعيفة، لم يشهد العلم توحيداً مماثلاً للقوى، و لازالت الجاذبية شكلاً منفصلاً للقوى، لا يمت لقوى النموذج المعياري الأخرى بصلة.
هل بالفعل سنشهد توحيداً للقوى و نكتشف “قوة موحدة كبرى”..؟؟
قد يحمل جسيم هيغز الإجابة على هذه الأسئلة، و ربما على بعضها، و ربما لن يتمكن من الإجابة على أي سؤال، و نكتشف أننا لا نزال بحاجة لمعرفة المزيد، و اكتشاف المزيد، و لكن إلى أن يتمكن العلماء من البدء باكتشاف و سبر غور هذه الأسئلة، يبقى اكتشاف الجسيم بحد ذاته، نصراً عظيماً للعلم، و للبشرية.
تحرير: ماريو رحال