تكريم أصحاب العقول العظيمة في حفل جائزة الفيزياء
احتفل حشد كبير من نجوم فيزياء الجسيمات إلى جانب نجم من نجوم هوليوود بالمنجزات الجديدة.
“يمكنك التفكير بأن هذا حفل توزيع جوائز الأوسكار.. و لكنك كنت مع اصحاب اعظم العقول في العالم بدلاً من نجوم السينما” هذا ما قاله الممثل مورغان فريمان في حفل توزيع الجوائز يوم الاربعاء في جنيف – سويسرا , ابتسم لتعليقه هذا المئات من العلماء الذين استبدلوا ثيابهم المعتادة من الجينز و الاحذية الرياضية بالبدلات الرسمية و الازياء المناسبة للحفلات .. يصعب على الفيزيائيين أن يستبدلوا الراحة بالموضة و لكن فرصة الاحتفال بالعمل المنجز على مدى العقود الخمسة الماضية جديرة جدا للتغاضي عن ذلك .. و قد تم تكريم هذا الجمع بجائزة الفيزياء الاساسية Fundamental Physics Prize, وهي جائزة سنوية أقرها الملياردير الروسي المولع بالفيزياء يوري ميلنر تقديراً للمنجزات الفيزيائية الباهرة.
ففي ديسمبر الماضي اعلنت لجنة اختيار مكونة من خمسة من الفائزين من العالم الماضي عن المرشحين للمرحلة ما قبل النهائية في الترشح لجائزة هذا العام …
و قد منحت اللجنة جوائز خاصة الى عالم الفيزياء النظرية البريطاني ستيفن هوكينغ لاكتشافه اشعاع هوكينغ و الانبعاثات التي تتسبب بفقدان الطاقة و الكتلة في الثقوب السوداء .. و كذلك منحت جوائز الى سبعة علماء مختصين بالبحوث حول مصادم هادورن الكبير لما قدموه من مساهمات في البحث عن بوزون هيغز ..
و كانت قد اعتلت المنصة لوسي ابنة العالم هوكينغ و تسلمت الجائزة بالنيابة عن والدها ..
و نتيجةً لأعتلاله الصحي بسبب ضعف العضلات المسمى (التصلب الجانبي الضموري) يستخدم هوكينغ جهاز توليد كلام و كرسي متحرك بمحركات لأبداء تعليقه :
“اود ان اشكر يوري ميلنر لإرسائه اساس الاعتراف بالعمل الذي قد لا تعترف به لجنة نوبل مطلقا .. لانه من المستحيل اثبات صحة جزء كبير منه تجريبيا” .. و اضاف هوكينغ من خلال الصوت المحوسب خاصته : لم يخطر لي ابدا ان يتم دعم اكتشافي او الاعتراف به”
و قد لخص هوكينغ نظرية “الكون اللامحدود” التي قدمها مع زميله الباحث جيمس هارتل , التي تنص على انه لم يكن هناك وجود للزمن قبل الانفجار الكبير و من ذلك الحين قد وجد الزمن و لكن بطريقة غير محدودة _ فكل منحنى زمني لكل احتمالية موجود في فروع مختلفة من الكون.
و قال ” لدي احساس ان الانجاز سيحقق كل هذه الاسهامات رغم وجود المرض” مضيفا معنىً جديداً لنظريته : “شعاري هو : لا توجد حدود” .
و قد قام فريمان بعد ذلك بتقديم الفيزيائيون الذين تميزوا بمساهماتهم في مصادم هاردون الكبيرالذين اعلنوا في صيف عام 2012 انهم قد اكتشفوا من خلال التجربتين CMS و ATLAS جسيم جديد مشابه لجسيم هيغز بوزون الذي فتش الفيزيائون عن وجوده منذ عام 1964 .
سبع من بين الفيزيائيون قد تشاركوا هذه الجائزة المميزة ..
لين ايفانز : الذي اقدم على بناء المصادم
بيتر جيني : المتحدث بأسم ATLAS منذ عام 1994 و حتى عام 2009
فابيولا جيانوتي : المتحدث بأسم ATLAS منذ عام 2009 و حتى عامنا الحالي 2012
ميشيل ديلا نيجرا : المتحدث بأسم CMS منذ عام 1992 و حتى عام 2006
تيجيندر “جيم” فيردي : المتحدث بأسم CMS منذ عام 2007 وحتى عام 2010
غويدو تونيلي : المتحدث بأسم CMS منذ عام 2010 و حتى عام 2011
جو انكانديلا : المتحدث بأسم CMS منذ عام 2012
عبر كل عالم من العلماء الذين تم تكريمهم ان الجائزة و التي كانت عبارة عن ثلاث ملايين دولار و الاعتراف بالمنجزات يعودان الى الالآف من الفيزيائيين المشاركين في العمل .
و عندما حان وقت الاعلان عن الفائز بجائزة الفيزياء الاساسية للعام 2013 .. اعتلى المنصة آلآن غوث , احد الحائزين على الجائزة في عام 2012 حاملا مغلفا مغلقاً
و خلال مناقشة ستيفن هوكينغ لنظرية “اللاحدود” , كان هوكينغ قد اشار الى انهيار الدالة الموجية , و هي ظاهرة في ميكانيكا الكم حيث يمكن لمركب من عدد من الحالات الممكنة التضيق الى حقيقة واحدة بعد تفاعله مع المشاهد او المراقب .
اشار فريمان مازحا “آلآن , هل بأستطاعتك تقويض الدالة الموجية؟ “
في هذه الاثناء استغل غوث الفرصة للأشارة على انه وفقا لنظرية “اللاحدود” , تكمن حقيقة ان كل من العلماء يمكن اعتباره فائزا بجائزة الفيزياء الاساسية لعام 2013
و اضاف ” لكن الفائز في هذا الفرع من الكون هو الكسندر بولياكوف , الباحث النظري الذي عُرِف لعمله على نظرية المجال و نظرية الاوتار .
و في ختام الحفل , قال فريمان : ان المنجزات في الفيزياء الاساسية لن تتوقف عند هذا الحد فهناك المزيد للبحث عنه و اكتشافه .. سيكون ذلك صعبا و ربما لن يكون محط تقدير و ادراك و لكن علمائنا لن يكتفوا بما حققوه من امجاد .
كما قال الحائز على الجائزة للعام 2012 اندريه ليندي “انني اقول للطلاب , اذا كان بأستطاعتكم الابتعاد عن الفيزياء , فأفعلوا , لكن الامر اشبه بأن تكونوا شعراء , حيث لا يمكنكم التوقف عن كتابة الشعر , سيؤلمكم ذلك “
كاتبة المقال: آشلي وينرز هيرون
ترجمة: نور القيسي
مراجعة: منير عفيفي